top of page
باب التقييمات الإجماليَّة للسنة
في بداية العام الدراسي والتطبيقات العملّية، شعرت برهبة وخوف أثناء الزيارة الأولى للمدرسة، ولكن سرعان ما تلاشى هذا الإحساس بعد وقت قصير، خاصةً بعد تعاملي مع المعلمات والمسؤولين داخل المدرسة وترحيبهم بنا ومساعدتهم لنا في الأيام الأولى.
وقد حاولت بشكل كبير الاستفادة من المدرسة وجوّها والاندماج في نظامها والتعامل مع المعلّمات كزميلات وليس كمدرّبات وكذلك إفادة المدرسة واحترام قواعدها ونظامها، وكذلك إفادتها بما استطعت من أفكار وجهد داخل الصف وخارجه.
وفي بداية العام كانت التطبيقات وتخطيطاتها، تُحيط بها بعض الصعوبة، ربما لأنني لم املك الخبرة الكبيرة، فكانت التخطيطات ضعيفة إلى حد كبير، وينقصها الكثير من المهارة والكثير من إتقان أساليب التدريس الصحيحة وكيفية تطبيقها بالصورة الأمثل، ولكن مع مرور بعض الأسابيع ومن خلال إتّباع توجيهات مُرشديين التطبيقات المستمرة، وكذلك توجيهات المُعلّمين المُدربين، لاحظتُ التقدّم الكبير في تخطيطاتي وأسلوبي في التخطيط والتدريس والتحضير للدرس حتى وصلت إلى درجة كبيرة من جودة التخطيط والتطبيق في نهاية العام الدراسي، مراعية قواعد التدريس وأفضل الأساليب الملائمة للدرس وكذلك الفعاليات. وبَلَغْت درجة عالية من الراحة النفسية والابداع العقلي أثناء تحضير الدرس، وبلغت حد كبير من الرضا عن ذاتي أيضًا بعد تنفيذه بصورة سليمة، وملاحظة ردود الفعل الإيجابية من التلاميذ، وكذلك ملاحظات المُرشد والمعلّمة المدرّبة الإيجابية، وكذلك نقدهم الإيجابي الذي يساعد على البناء لا التحطيم.
وداخل الصف أيضًا تدربت جيدًا على ملاحظة التلاميذ واستجاباتهم وقدراتهم وكيفيّة تحضير الدرس وملائمته مع قدرات الجميع وفروقاتهم الفردية، العقلية والدراسية. وراعيت قدر الإمكان أن أجدّد من طريقة التدريس والفعاليات، وأبحث عن كل ما هو جديد ومشوّق لتلاميذ المراحل المتوسطة، وأجتهد في التجهيز والتحضير وإتقان الدرس قبل تدريسه والتأكد من اكتماله علميًا واحتوائه على أساسيات التدريس والطريقة الأمثل لتنفيذها، لما لاحظته في البداية من فتور عند بعض الطلاب، وتكاسل عن تلّقي المعلومة وتخاذل عن المشاركة في الصف، بسبب الملل والرتابة في طريقة التعليم.
ومع مرور الوقت، أدركت أهمية التعزيز والإشادة بإنجازات التلاميذ أثناء الدرس، ومخاطبتهم بأسمائهم، ولاحظت أثره الكبير على حالتهم النفسية ومن ثمّ العقلية، وحبهم للمشاركة عدّة مرات، بل ولاحظت التقدّم لدى الكثير من التلاميذ ذوي المستويات الأقل تعليميًا داخل الصفوف، خاصةً الصفوف التي تعدّدت دروسي بها وعرفت تلاميذها وعرفت أسمائهم، فمن خلال تعزيزهم أعطيتهم الثقة في أنفسهم وتفكيرهم وأصبح لديهم ثقة أنهم يقدرون على التفكير ويستطيعون الإنجاز كباقي زملائهم.
ومع مضيّ التطبيقات والدروس، تمكنت من إدارة الصف أثناء سير الدرس، وتعلّمت متى أعطي ملاحظة سلبية، متى أتجاهل فعل التلميذ ومتى أنهره عن فعله وأيّ أسلوب هو الأمثل للموقف، وقد اكتسبت تلك الخبرة من خلال التعامل المباشر مع التلاميذ بصفة دائمة ومن خلال توجيهات المُرشد التربويّ بعد كل درس، وذكره لنقاط القوة والضعف وأخطائي التي لاحظها.
وقد تفهمت بشكل أكبر أهمية التطبيقات والمُشاهدات والتغذيَّة المُرتدة لكل درس وفعاليَّة، بل وكل التفاتة وكلمة أثناء الدرس، سواء كنت أنا من أشاهد على إحدى زميلاتي أو كنت أنا تحت المُشاهدة، فالتغذيَّة المُرتدة والمشاهدات لها بالغ الأثر والقُدرة على تغيير وتحسين مهاراتنا كمُتدربات نؤدي مهنة ربما هي الأهم، ونتعامل مع عقول تكاد تنفتح على العالم الخارجي، ونقوم نحن بصقلها وتوجيهها نحو مستقبلها وطريقها الصحيح، ومن خلال المُشاهدات كنتُ أتعلم من غيري أيضًا وأحاول أحيانًا أن أقتبس مما رأيت وأضيف لمستي الخاصة عليه أو أنصح زميلتي بشيء جديد، ومع مرور الأسابيع أصبحتُ أتقن المشاهدة وأنتظرها، والتي كانت في بادئ الأمر شيئًا مملًا وعديم الفائدة في نظري، بما لأنني لم أكن أعي أهميتها وتأثيرها على مُستقبلي المهنيّ.
ومن خلال توجيهات المُعلمين المُدربين ومع مرور الوقت أتقنت المُصطلحات الرياضيّة الصحيحة ، وأدركتُ الأهمية القصوى التي تقع على عاتقنا نحنُ مُعلّمي الرياضيات، وكم من المُهم التدقيق في الشرح لأن علّم الرياضيات علم يحتاج إلى الدقة الكاملة عند تمرير المادة للطلاب.
bottom of page